زاوية ٦/٦: سنة ٢٠٢٤ وتحديات جميعة التمريض الكويتية

كانت ومازالت جمعية التمريض الكويتية منذ تأسيسها تلعب دوراً هاماً في صنع الواقع الافضل لمهنة التمريض وهي جزء لا يتجزأ من محاور المهنة التي تصنع حاضر و مستقبل المهنة و التي يعبر عنها بمثلث التمريض ( الضلع المهني ، الضلع التعليمي ، و الضلع النقابي) . كان هذا مايدور ويفسر بين اصحاب المهنة بالسابق عن كيفية التقاء تلك الاضلاع مع بعضها لأجل دفع المسيرة الى الأمام. بالرغم من توزيع الادوار والمهام بين اصحاب المهنة حسب هذه الاضلاع الثلاث وتوالي الانجازات والتي كان اثرها واضح على مدى العشرين سنة الماضية على الساحة التمريضية ، إلا أنه و مع تطور الانظمة الصحية أصبح من اللازم اعادة جدوى فاعلية الاعتماد على هيكلة هذا المثلث و التطور الملحوظ في تقديم الرعاية الصحية

اصبح الان من غير ممكن ان تعمل الممرضة بدون ان يكون لها امكانية استخدام التكنلوجيا اثناء تقديمها الرعاية الصحية و من يدري أيضا هل سيكون الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من الممارسة التمريضية في القريب العاجل

كما أنه اصبح من النادر ان تواكب الممرضة الممارسات التمريضية في العناية المركزة و مختبر قسطرة القلب
ومؤهلها الدراسي اقل من المستوى الجامعي 

بالاضافة الي ذلك ، أصبح من غير المتعارف ان تكون الممرضة غير شريكة في صنع القرار الصحي اتجاه المريض بمختلف المؤسسات الصحية ومن غير المتعارف دولياً ان يكون صانع القرار الأعلى لجميع مايتعلق بالممارسات التمريضية وشؤونها هو ذو تخصص ليس بتخصص التمريض

زيادة على ذلك ، كيف يمكن تطوير كفاءة الممارسات التمريضية بدون وجود منظومة تقيس مستوى العمل اعتمادا على أسس عالمية موثوقة

علمياً ، الممارسات التمريضية تتغير على حسب ماتقدمه الأبحاث العالمية من أدلة و براهين فمن غير المعقول ان تعمل الممرضة على ممارسة تمريضية بدون العلم والعمل على التحديث علمي

وطنياً، مازالت نسبة اعداد أفراد التمريض من المواطنين اقل من ١٠٪؜ وفي نزول ملحوظ بالرغم من تبني المشاريع والبرامج الوطنية في تشجيع الاسر الكويتية على توجيه ابناءها للانخراط بالمهنة

كل هذه المؤشرات تبين لنا ان المرحلة التي تمر بها مهنة التمريض مازالت في تحدي كبير وتحتاج الى اعادة نظر وترتيب هيكلة المهنة في جميع مؤسسات الدولة التي تقدم بها خدمة الرعاية التمريضية. رجوعا الى مثلث المهنة الذي أشرنا إليه بالاعلى وتزامنا مع المرحلة الجديدة للدولة و تشكيل مجلس الادارة الجديد لجمعية التمريض الكويتية ، ربما يتساءل الذي يهتم لمستقبل المهنة ماهو دور مجلس الادارة الجديد اتجاه هذه المجريات؟ وهل هناك خطة تتماشى مع توجه المرحلة الجديدة للدولة و رفع قدر المهنة مؤسساتياً ؟؟