مساعد ام هارب ؟

عندما يفكر الناس بالممرضين يأتي على مخيلتهم ان هولاء الناس غرسوا حياتهم لمساعده الاخرين.. فالممرض لا يساعد المرضى فقط بل هو حلقة الوصل الكبرى في المجال الطبي ، اي ان جزءاً كبير من عمل الممرضين هو مساعدة باقي الهيئة الطبية. لذلك من المتوقع ان في كل ممرض شغف المساعده .

كممرضين درسنا مدة لا تقل عن اربعة سنوات، من مواد و علوم كثيرةً فتحت لنا آفاق التعلم ، تعلمنا فيها طرق مساعدة المرضى و تلبية احتياجتهم ، تعلمنا كيف نكون حلقة الوصل بين الأطباء و المرضى. تعلمنا كيف نتعامل مع كل الحالات اياً كانت مرضيه او نفسيه. تعلمنا التعامل مع العوامل الخارجيه للمريض كأهله. من المواد الاجباريه للتخرج و هيه ايضا من متطلبات الالتحاق بالعمل، مادة الاسعافات الاولية. طبعا، و كلنا نعلم ان مادة الاسعافات الاولية تعطى بتفصيل اكثر للطواقم الطبية، و كما نعلم حاليا ان رخصة BLS من متطلبات العمل الاساسية و التي يتطلب تجديدها كل سنتان.

المستشفيات و المراكز الصحية مهيئة و مجهزة ،من الطواقم طبية و المعدات بالكامل للتعامل مع اي حالة طارئة تمرعلينا. و كلنا مدربين للعمل بحالات الطوارئ و العمل تحت الضغط ايضا . و معظمكم الان من من تقرؤون هذا المقال لديكم خبرة واسعه و كبيرة في التعامل مع حالات الطوارئ.

ولكن ، خارج ابواب المستشفيات و خارج ابواب المراكز ، بعيدا عن كل التجهيزات و كل ما يسهل التعامل مع حالات الطوارئ هل انتم مستعدين ؟

هل لديكم الثقة التامة للعمل بمفردكم و بدون اي تجهيزات او معدات في مساعدة شخص ما مكان عام، ام سوفة تمر ولا تهتم.

اتوقع بأن كل واحد منا فكر في هذا الموضوع ، خصوصا في فترة الدراسه .. هل سأساعد ام لا ؟ ماذا لو حاولت المساعدة و فشلت ؟ هل سأتحمل المسؤولية ان لم انقذ الشخص ؟ و غير هذا، كل من من حولك من اهل و اصدقاء يتوقعون منك المساعدة ، ولا تنسوا ان اهلنا و اصدقائنا ينظرون الينا كأننا superheroes .

هنالك الكثير من الضغوطات الي نمر فيها فقط بسبب التفكير بهل سأساعد ام لا ، ضغط التفكيربأن كل من يحيط بي يتوقع مني هذا الشيء .بالنسبة لي شخصياً، فأينما كنت اهذب برفقة اختي الصغيرة و هنالك من يحتاج مساعدة طبية، تقوم بالهتاف بأعلى صوتها “اختي ممرضه اختي يمكنها المساعدة” و مع صوتها و هي تقدم مساعدتي للاخرين، قلبي يبدأ بالخفقان، ولكن سرعان ما اتغلب على الخوف الذي يصيبني و اقدم كل ما يمكنني عمله .

الخوف امر طبيعي ، ولكن نحن درسنا و سهرنا و تعبنا للتخرج بشاهدة التمريض، المهنة الانسانية، نحن الملقبون بملائكة الرحمه، نحن الذين من يتجه لنا الكثيرون للمساعدة، ولكن في النهايه نحن بشر و لا نستطيع ان نمسح اي نوع من المشاعر الطبيعية للانسان، نعم لدنيا القدرة و نستطيع تجاهل الخوف، وان هنالك ممرض لايستطيع التغلب على الخوف فإن هذا الممرض سوف يتعب كثيرا.

و في نهايه مقالي، سؤالي هو:

هل تستطيعون مقاومة و مواجهة خوفكم؟ و هل تستطيعون مساعدة شخصن خارج مكان عملكم و بدون اي معدات؟ هل تسطيعون ان تقفوا امام الخوف؟ ام هل نحن نستجمع قوانا فقط بين جدران المستشفيات ؟

هل انت مساعد ام هارب ؟